بيان بمناسبة الذكرى السبعين لمأساة تهجير تتار القرم ‎

الأخوة و الأخوات ....

تمر علينا الذكرى السبعين لتهجير مسلمي القرم عن وطنهم و حال إخواننا في شبه جزيرة القرم يفرح العدو و لا يسر الصديق . 

إن مأساة التهجير التي تعرض اليها تتار القرم هي وصمة عار في تاريخ الانسانية حيث عانى هذا الشعب من الاضطهاد و التهجير و الابعاد عن وطنه وفقد اكثر من 40% من الشعب جراء عملية التهجير ، ورغم  ذلك و بفضل الله و من ثم بفضل اجتهاد و مثابرة الأجداد و الأحفاد استطاع هذا الشعب الحفاظ على هويته الثقافية و الدينية .

بعد عشرات السنين من النضال و الكفاح و الصبر و الثبات تمكن تتار القرم من العودة الى موطنهم الأصلي ليجدوا ان الكثير من معالم تراثهم الحضاري الاسلامي قد دمر و خرب و طمس .

رغم ذلك كله ورغم التحديات و الصعاب وبالجد و العمل استطاع هذا الشعب المناضل من اعادة بناء بعض المنشآت العلمية و الروحية و الثقافية .

اليوم و بعد سبعين سنة من مأساة التهجير يعيش الشعب التتري القرمي المسلم في ظروف صعبة لا تخفى على احد منا .

الخوف و القلق من المستقبل المظلم دخل بيوتات القرميين على اختلاف أعمارهم و أحوالهم الاجتماعية.

نحن مؤمنون بأن مع العسر يسرا و ان الفرج مع الصبر ، لذلك نهيب بإخواننا القرميين بان يتمسكوا بدينهم و هويتهم الثقافية، وان يعتصموا بحبل الله ولا يتفرقوا للتمكن من مواجهة التحديات والمتغيرات في وقتنا المعاصر .

نسال الله العلي القدير ان يرحم كل من مات جراء هذا التهجير وان يتغمده في رحمته، ونسال المولى تعالى ان يحفظ مسلمي القرم من كل مكروه وان يحفظ البلاد و العباد من مكر الماكرين و من كل سوء انه نعم المولى و نعم النصير .