"موائد الرحمن" .. أجواء رمضانية يحرص الرائد على استثمارها

تعتبر برامج الإفطارات الجماعية (موائد الرحمن) التي تقيمها المراكز الثقافية الإسلامية والجمعيات الاجتماعية التابعة لاتحاد المنظمات الاجتماعية – الرائد بالتعاون مع عدة هيئات خيرية والعديد من المحسنين في داخل أوكرانيا وخارجها فرصة ثمينة لاستثمار شهر رمضان المبارك.

برامج إيمانية

ففيها الأجواء الإيمانية التي يفتقر إليها نحو ميلوني مسلم يسكنون أوكرانيا، التي توفرها فقرات تلك البرامج التي تعدها المراكز والجمعيات في رمضان، قبل موعد الإفطار وإلى ما بعد صلاة العشاء والتراويح.

ومما تتضمنه هذه البرامج الروحانية حلقات تلاوة القرآن الكريم وتعليم أحكامه وتفسيره، التي يحضرها المئات يوميا بهدف التقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال قراءة القرآن في شهر القرآن.

كما وتسبق أيضا دروس ومواعظ يومية صلاة المغرب والإفطار بلغات مختلفة كالعربية والروسية والتترية والأوكرانية، وهي تلقى اهتماما كبيرا من قبل مسلمي أوكرانيا، لما لها من عظيم الفائدة الثقافية والروحانية عليهم وعلى نفوسهم، وتتطرق غالبا إلى قصص القرآن والأنباء السيرة النبوية، وسيرة الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وإلى كل ما يساهم بإصلاح وتعزيز العلاقات بين المسلم وربه.

وحدة وثبات

كما تعد هذه الموائد الرمضانية الجماعية التي تقام بشكل دوري في شتى المدن وشبه يومي في كبرياتها بالتعاون من أهل الخير والمحسنين من داخل أوكرانيا وخارجها عنوان وحدة وثبات للمسلمين المقيمين فيها، حيث يجتمع فيها المسلمون من جنسيات وأعراق مختلفة تفرقهم ألوانهم ولغاتهم وحتى اللباس، ويجمعهم الإقبال على الله في شهر رمضان طمعا في عظيم ثوابه، الأمر الذي يجعل من كل إفطار أشبه باجتماع ضخم لجاليات الدول العربية والإسلامية، يتعارفون من خلاله على عادات وتقاليد بعضهم البعض، ويبحثون أيضا فيه القضايا المشتركة التي تهمهم وتشكل نقاط التقاء بالنسبة لهم في أوكرانيا.

وتساهم موائد الرحمن هذه وبشكل ملحوظ وفعال بربط مسلمي البلاد الأصليين من تتار وأوكران بدينهم، وتساعدهم على الثبات عليه، خاصة في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب البلاد الذي يسكنه مئات الألوف من التتار (تتار القرم)، وإقليم الدونباس الشرقي الذي يسكنه (تتار كازان)، وذلك لما توفره من ظروف تستمر على مدار الشهر في مساجدها ومراكزها الإسلامية، تنقلهم إلى بيئتهم ومحيطهم الإسلامي.

وقد تسببت سنين الاتحاد السوفييتي المنهار بإبعادهم عنه من خلال تهجيرهم القسري الذي تعرضوا له زمن ستالين، ومصادرة وهدم الكثير من مساجدهم ومؤسساتهم الدينية، وحرمانهم من حق ممارسة تعاليم دينهم وتعلمها، الأمر الذي أثر سلبا على هويتهم كمسلمين، وأدى مع مرور الزمن إلى طمس جزئي لها.

المسلمون الجدد

كما يجد معتنقوا الإسلام من الأوكران في البرامج التي تسبق وتتخلل تلك الموائد فرصة ذهبية لتعزيز شعورهم بالانتماء إلى هذه الأمة من خلال المشاركة فيها مع غيرهم من إخوانهم المسلمين، الأمر الذي يجسد معاني التعاون والأخوة والمحبة التي جسدها دين الحق الذي ارتضوه لأنفسهم.

مركز الرائد الإعلامي