مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

إضافة تعليق

2010.06.11 / 913

تتنوع تركيبة مجتمع إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، ففيه تعيش نحو 120 فئة عرقية ودينية، من أبرزها الروسية المسيحية السلافية (40%)، والأوكرانية المسيحية السلافية (30%)، والتترية الإسلامية المنحدرة من أصول تركية (18%).

ويؤكد البرفيسور حيدر خير الدينوف أستاذ التاريخ في الجامعة القرمية الوطنية أن التعايش السلمي بين هذه الفئات في القرم كان نموجا للاحترام والتبادل بين الثقافات، ومن ذلك تشابه الكثير من العادات والمصطلحت اللغوية، مشيرا إلى أن القرم لم يكن أبدا ساحة للنزاع بينها على مدار نحو ألف عام مضت.

الخطأ السوفييتي

وقد كان القرم يلقب إبان الحقبة السوفييتية بشريط الاتحاد السوفييتي الأحمر، لأنه كان رمزا للشيوعية ولحياة الاشتراكية التي ساوت بين الجميع على أساس الانتماء للنظام الحاكم.

لكن النظام السوفييتي حافظ على التعايش والمساواة بقتل وتهجير ومصادرة أملاك من كان انتماؤه للعرق أو الدين أواسط القرن الماضي، وفي مقدمتهم التتار، الذي هجر نحو 300 ألف منهم قسرا إلى دول شرق آسيا وشمال روسيا.

وبعد أن استقلت أوكرانيا في العام 1991 بدء التتار المبعدون عودتهم إلى الوطن ومشوار استعادة حقوقهم كمواطنين وممتلكاتهم التي صودرت منهم ووزعت على غيرهم، الأمر الذي أشعل نار الخلاف والنزاعات بين فئات الإقليم، وجعل منها هاجسا يؤرق المجتمع الأوكراني بصورة عامة والقرمي على وجه الخصوص.

كما دخل عامل التجاذبات الخارجية الروسية والغربية بقوة بعد الثورة البرتقالية في العام 2005 ليعزز المخاوف من إمكانية أن يصبح القرم ساحة للصراع الغربي الروسي على أوكرانيا، تلعب فيه الأطراف على وتر تنوع الفئات والانتماءات فيه.

خفض التوتر

وفي إطار السعي إلى تدارك التوتر بين فئات القرم رعى اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" يوم الأمس الخميس أعمال طاولة مستديرة سنوية خامسة، شارك بها 30 عالما ومفكرا في مجالات الفلسفة وعلوم المجتمع والدين والثقافة والأدب، وعدة شخصيات حكومية.

وقال الدكتور إسماعيل القاضي رئيس الاتحاد إن هذه الفعاليات تعتبر صمام أمان في مجتمع القرم، تدرس مشاكله وهمومه، وتقدم للسلطات فيه حلولا عملية".

ورغم أن عنوان طاولة كان "التجربة والخبرة القرمية رائدة في مجال التعايش والحوار، وقدوة عالمية"، إلا أنها كشفت عن حجم المخاوف من أن ينتقل التوتر بين فئات الإقليم إلى الشكل المسلح الدموي، فركزت مناقشاتها على بحث سبل تعزيز التعايش السلمي والحوار البناء بينها.

وقال فياتشيسلاف شفيد المستشار السابق للرئيس الأوكراني فيما يتعلق بالأمن القومي إن الهدف الرئيس من الطاولة هو تفعيل لغة الحوار ورفع التوتر القائم بين فئات القرم، لإن الأعوام الماضية شهدت عدة صدامات دامية بينهم، وخاصة بين التتار والروس، حول بيوت وأراض يدعي كل طرف أنها ملك له.

مطالب

المشاركون بأعمال الطاولة طالبوا رؤساء الفئات وممثلي الأعراق والديانات بتحمل مسؤولياتهم لتوعية من حولهم، وقال فلاديمير كازارين النائب الأول لممثل الرئيس الأوكراني في القرم: "أدعو الجميع إلى استشعار المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعا، واحترام الآخر بعض النظر عن انتماءاته، فهذا كفيل بالحفاظ على السلام والتعايش في القرم وأوكرانيا وجميع أنحاء العالم".

وقد حمل المشاركون بشدة على بعض وسائل الإعلام التي تؤجج نار الخلاف والفرقة في القرم، مطالبين إياها بالتزام الموضوعية والإحساس بالمسؤولية، ومطالبين السلطات بفرض رقابة على تلك الوسائل لضبطها.

كما طالبوا السلطات أيضا بإيجاد حلول عادلة وعاجلة لقضايا الإقليم، تضع حدا للخلاف والتوتر القائم بين فئاته، وفي مقدمتها قضية عودة التتار واستعادة حقوقهم وأملاكهم.

مركز الرائد الإعلامي

رمز التأكد:
السؤال أدناه يهدف إلى التأكد أن من يقوم بكتابة التعليق زائر للموقع، وليس برنامجا يرسل الرسائل المزعجة إلى بريد إدارة الموقع.

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: