مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

إضافة تعليق

2010.03.01 / 894

تحت رعاية مجلس وزراء وبرلمان حكومة إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا واتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، وبالتعاون مع عدة وزارات وجامعات ومعاهد عقد في مدينة سيمفروبل عاصمة الإقليم المؤتمر العلمي الثاني حول دور التربية الأخلاقية الروحية في حياة الشباب، وذلك يوم الأربعاء الموافق 24/02/2010م في قاعة الندوات المؤتمرات التابعة للمركز الثقافي الإسلامي في المدينة.

حضر وشارك بأعمال المؤتمر عدد من الشخصيات الحكومية القرمية، كنائبة رئيس مجلس الوزراء تتيانا أومريخينا، ويوري موغاريفيتش رئيس لجنة الأسرة والشباب في برلمان القرم، وتتيانا يجوفا وزيرة الشباب والأسرة، وفاليري لافروف وزير التعليم العالي، وغينادي مالتسيف رئيس قسم مكافحة الجريمة بين الشباب المراهقين في قوى الأمن الداخلي القرمي.

كما حضر وشارك بالمؤتمر عشرات النواب والعلماء المتخصصين في مجال الفلسفة وعلوم المجتمع، ورؤساء ومدراء عدة جامعات ومعاهد ومدارس في القرم وعدة مدن أخرى، بالإضافة إلى ممثلين عن هيئات ومؤسسات وجمعيات دينية ثقافية مختلفة.

الافتتاح

افتتحت نائبة رئيس الوزراء القرمي أومريخينا أعمال المؤتمر بكلمة شكرت من خلالها الرائد على اهتمامه بعقد الفعاليات الثقافية العلمية التي تصب في مصلحة المجتمع الأوكراني ككل والقرمي على وجه الخصوص، وهنأته لحصوله على مركز أبرز مؤسسة ثقافية اجتماعية خيرية في أوكرانيا، ثم قدمت إلى الدكتور إسماعيل القاضي رئيس الاتحاد شهادة التميز مع درجة الشرف باسم مجلس وزراء الإقليم.

وبدوره شكر د. القاضي رئاسة الوزراء في حكومة القرم على هذا التكريم، مؤكدا أن الرائد سيبقى – بإذن الله – وكما كان دائما حريصا على ما يهم المجتمع الأوكراني ويسهم بعلاج مشاكله وهمومه، ومتمنيا أن يسهم المؤتمر بإنقاذ الشباب من الآفات المنتشرة وسط شريحة واسعة منهم، والارتقاء بهم نحو مستقبل مشرق.

استعراض الواقع

بداية المؤتمر تضمنت طرحا لعدة إحصائيات اجتماعية تخص واقع الشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما في أوكرانيا بصورة عامة وفي القرم على وجه الخصوص.

ولعل من أبرز ما طرح في هذا الشأن إحصائية قدمها غينادي مالتسيف رئيس قسم مكافحة الجريمة بين الأطفال في قوى الأمن الداخلي القرمي، بين من خلالها أن معدلات انتشار الجريمة والإدمان بين الشباب مرتفعة إلى درجات خطيرة إذا ما قورنت مع نظيراتها في دول مجاورة أخرى، ومعظمها ترتبط ارتباطا وثيقا بضعف الجانب الروحي والأخلاقي لديهم.

وقدم آخرون إحصائيات اجتماعية أخرى بينت في مجملها أن نسبة لا تزيد عن 5% من الشباب تهتم بالجانب الأخلاقي والروحاني الديني في حياتها، بينما تركز النسبة الباقية على الماديات التي تطغى على نظام حياتهم.

وفي حديث مع مركز الرائد الإعلامي قال مالتسيف: "إننا نستشعر أهمية أن نشارك الجهات والمؤسسات الدينية ونتعاون معها لإنقاذ الشباب من آفاتهم، حيث أن خبرتنا تؤكد أن الشباب المتدينين هم الأكثر خلقا والأبعد عن تلك الآفات".

غياب المناهج الدينية

ثم قدم عدة باحثين ومتخصصين ورجال دين مسلمين ومسيحيين دراسات بينت أن غياب المناهج الدينية والتربوية أثر سلبا على الجانب الأخلاقي الروحي في المجتمع عموما، وبين فئة الشباب على وجه الخصوص، وأشارت إلى أن فئات المجتمع الأوكراني العرقية والدينية المتنوعة تضررت كثيرا من هذا الغياب، حيث أدى ذلك إلى اندثار جزء كبير من هويتها على مدار السنوات التسعة عشرة التي تلت الاستقلال، بعد أن أنهكها النظام السوفييتي الشيوعي قبل ذلك.

وحول هذا الشأن قالت أومريخينا للمركز الرائد الإعلامي: "لاشك أن للقرم خصوصية تفرض أن تتقدم الأدوار الدينية والتربوية، حيث تعيش فيه أعراق وديانات مختلفة، كالروسية والأوكرانية المسيحية واليهودية، والتترية الإسلامية، وحكومة الإقليم مهتمة جدا بنتائج وتوصيات هذه النوع من الفعاليات الثقافية العلمية لأخذها بعين الاعتبار ضمن سياسات عدة وزارات معنية".

حقوق المسلمين

وقد ركز الجزء الأكبر من المؤتمر على حق تتار القرم المسلمين (الذين يبلغ عددهم نحو نصف مليون نسمة) بتعليم أبنائهم دينهم من خلال مناهج إسلامية حكومية خاصة تدرس في المدارس والجامعات، وذلك لأن الإسلام يعتبر هويتهم الرئيسة وأبرز سمة لهم في المجتمع، ولأنه كان ولا يزال يحث أتباعه على التحلي بمكارم الأخلاق بين بعضهم ومع غيرهم.

وفي هذا السياق ألقى سيران عاريفوف رئيس مركز الرضوان الإسلامي في القرم محاضرة بين من خلالها أن المجتمعات والأقليات المسلمة ترفض النظام العلماني لأنه يؤثر سلبا على هوية أبنائها ويقودهم إلى الذوبان السلبي في المجتمع، وينتهي بهم إلى التخلي عن الكثير من الأخلاق والمبادئ التي يحث عليها.

وأشار سعيد إسماعيلوف مفتي الإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمّة" إلى أن ازدهار الحضارة الإسلامية ارتبط ارتباطا وثيقا بالمساجد التي غرست في نفوس طلاب العلم (وخاصة الشباب منهم) مكارم الأخلاق والإحساس بالواجب والمسؤولية، بينما استعرضت أولغا فرينداك رئيسة جمعية مريم النسائية في العاصمة كييف دور الأسرة المسلمة في غرس تلك المكارم والقيم في نفوس الأبناء.

وقال د. إسماعيل القاضي رئيس اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد": "نسعى جاهدين إلى تدارك آثار غياب المواد الدينية والتربوية الممنهجة في المؤسسات التعليمية على شباب المسلمين التتار وشباب المجتمع ككل، لأن ذلك يسبب تفشي الأمراض الخلقية والروحية بينهم، وبالتالي فهو يهدد مستقبل البلاد الذين يشكلون أكبر دعائمه".

توصيات

هذا وقد خرج المؤتمر بتوصيات صاغها العلماء والباحثون وممثلو الجهات الدينية المختلفة الذين شاركوا بأعماله، ومن أبرز ما تضمنته تلك التوصيات:

1- إقرار وزارة التربية والتعليم مناهج دينية وتربوية في جميع المدارس، وهي مناهج يختارها الآباء لأبنائهم، إسلامية أو مسيحية أو غيرها.

2- التعاون مع المؤسسات الدينية والاجتماعية لإعداد هذه المناهج وتطويرها.

3- فتح الباب أمام الراغبين بالتخصص في مجال العلوم الدينية والتربوية المختلفة.

4- دعم إجراء بحوث ودراسات دورية تشخص واقع الشباب والمجتمع وتساهم بمعرفة وعلاج عيوبه وآفاته.

5- دعم ارتباط الشباب من أبناء الديانات المختلفة بين بعضهم البعض، من خلال إشعارهم بمسؤولياتهم الوطنية وتعزيز لغة التعايش والحوار فيما بينهم.

مركز الرائد الإعلامي



رمز التأكد:
السؤال أدناه يهدف إلى التأكد أن من يقوم بكتابة التعليق زائر للموقع، وليس برنامجا يرسل الرسائل المزعجة إلى بريد إدارة الموقع.

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: