مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

إضافة تعليق

2015.01.12 / 1044

ما أحوجنا اليوم إلى نشر ثقافة الوسطية، ولا سيما في عصرنا هذا؛ لأن أعداء الإسلام دأبوا منذ مدة من الزمن على محاربة الإسلام، واتهامه بالتطرف حيناً، وبالتزمت أحياناً، وبالإرهاب دوماً، لا لشيء إلا لتنفير الناس منه، ويا للأسف! تكاد هذه الترهات تنطلي حتى على بعض المحسوبين على الإسلام والمسلمين، ويا للأسف مرة أخرى! عندما يجد أعداء الإسلام من يتخذ من التطبيق الخاطئ للإسلام شرعة ومنهاجاً، فيتذرعون بهذه المواقف، ويتفننون في إظهارها للناس في كافة وسائل الإعلام، في حين يطمسون فيه الصوت المعتدل، الذي يمثل غالب المسلمين، فكراً وسلوكاً وانتشاراً.

ولا شكَّ أنَّ الإسلام يتميز عن سائر الشعائر والمعتقدات بالوسطية والاعتدال، بل إن منهجه قائمٌ على هذه الصفة في كل مجالاته، والوسطية شعاره منذ أن أرسل الله الرسل بدين الحق، من لدن نوح - عليه السلام - إلى سيد المرسلين محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون الحق هم الأمة الوسط، والوسطية عند المسلمين هي الصراط المستقيم، وكذا هي الهداية والخيرية بلا شك، وقد عبر الله - سبحانه - عن ذلك بقوله: {وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا}1 ،وقوله: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} 2.

ومن فضائل الإسلام أنه يدعو إلى الاقتصاد والاعتدال في التكاليف والأحكام، وذلك في نصوص شرعية صحيحة، لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل، قال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}3، وقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}4.

ثم إن المنهج الذي جاء به القرآن الكريم إلى الحياة البشرية قائم على الاعتدال، في كل ما دعا إليه وأمر به وحث عليه، وهو الحكم العدل؛ الذي إن تمسك به الناس سلموا وسعدوا ونجوا في الدنيا والآخرة، ولذا نجد للوسطية أثراً في كل حكم من أحكامه، وفي كل آية من آياته، ونلمس معانيها في مواضع لا تكاد تُحصى؛ لكثرتها، وتنوعها، وتكررها في المضامين المختلفة، من أوامرَ ونواهٍ، ومواعظ وزواجر، وأحكام وأخبار، ودعاء وطلب، وفقه وقصص، وتذكير وبيان.

وإنها لوسطية ناصعةٌ تشرق مع كل حرف في قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}5.

وفي قوله تعالى: {وَلاَ تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}6.

وإنها لدعوةٌ إلى الاعتدال ونبذ الغلو والتطرف في مواجهة الآخرين، حتى يتم تبليغ الرسالة على خير وجه، فتؤتي أكلها، دون إثارة أحقاد، وبعث ضغائن؛ تمحو جهد الداعية، وتؤدي إلى ردة فعل غير مرغوبة.

ولقد سيطرت فكرة الانفصام بين الروح والجسد على كثير من العقائد والفلسفات، وانبعث من هذا الانفصام جنوح شديد إلى أحدهما على حساب الآخر، فظهر اتجاهان بارزان: أحدهما أغرق وبالغ في حق الجسم، والآخر على النقيض من ذلك؛ كان كل اهتمامه في حق الروح.7.

فالذين أصبحت القيم المادية عندهم محور الحياة حوَّلوا الإنسان إلى آلة تتحرك، وقدَّسوا المحسوسات، وغرقوا في الشهوات، ولم يروا غير المنافع الدنيوية العاجلة، وهذا منهج النفعية المادية، الذي تمثل في المادية الماركسية، أو الرأسمالية المادية 8، والذين رأوا الجسد سجناً للروح ابتدعوا رهبانية قاسية حرمت النفس من ملذات الحياة، وعزلتها عن الحياة، وكبتت غرائزها، كما قال تعالى: {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ}9.

وجاء الإسلام ليصحح المسألة، ويهدي الناس إلى أقوم السبل، وأعدل الطرق، الطريق الوسط؛ بين عبادة المادة ونسيان حق الروح، وبين إرهاق الروح ونسيان حق البدن، ليعطي كل ذي حق حقه، وفقاً لقوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}10.

والرسول - صلى الله عليه وسلم - من وسط قومه، أي خيرهم وأفضلهم، وسيرته وسنته كلها قائمة على معنى الوسطية والاعتدال، في كل النواحي والمجالات؛ من عبادات، وشعائر، ومعاملات، وحُكم، وقضاء، وحدود، ومعاهدات، وحروب.. وغير ذلك11.

وجاءت سيرته - صلى الله عليه وسلم - نموذجاً في الاعتدال، وثبت أنه ((ما خُيّرَ بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً))12.

وقد روى أنس رضي الله عنه: (أنه جاء ثلاثة رهط إلى بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألون عن عبادته، فلما أخبروا بها كأنهم تقالُّوها، وقالوا: أين نحن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟! فقال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً، وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال الثالث: وأنا أعتزل النساء ولا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟! أما والله، إني لأخشاكم لله، وأتقاكم له، ولكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني))13.

وفي حديث آخر: (قال صلى الله عليه وسلم: ((وفي بُضْع أحدكم صدقة!)) قالوا: يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: ((أرأيتم لو وضعها في حرام؛ أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر)) )14. 

والأمثلة كثيرة لوسطية الرسول - صلى الله عليه وسلم - في أموره كلها، وقد تميزت حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في جميع جوانبها بالاتزان والاعتدال، وكان مثلاً في تطبيق المنهج الوسط، الذي جاء به من عند الله سبحانه، حيث انعكس ذلك المنهج على تصرفاته وسلوكه القويم، فكانت حياته نبراسًا لأمته من بعده في التوازن والاعتدال. 

وكان - صلى الله عليه وسلم - حريصاً على توجيه أصحابه إلى التوازن المقسط بين دينهم ودنياهم، وبين حظ أنفسهم وحق ربهم، وبين متعة البدن ونعيم الروح، فإذا رأى من بعضهم غلوًا في جانبٍ؛ قوّمه بالحكمة، وردّه إلى سواء الصراط.

وهكذا تعلم الصحابة أن يوازنوا بين مطالب دنياهم وآخرتهم، وأن يعملوا للدنيا كأحسن ما يعمل أهل الدنيا، ويعملوا للآخرة كأحسن ما يعمل أهل الآخرة 15.

وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القدوة في الاعتدال؛ حين طبَّق ذلك ليرى صحابته فعله ويقتدوا به؛ فعن جابر رضي الله عنه: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، فصام الناس، ثم دعا بقدح من ماءٍ فرفعه، حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام، فقال: ((أولئك العصاة! أولئك العصاة!)). وفي رواية: فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام، وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا بقدحٍ من ماء بعد العصر) 16.

فهذا الحديث يبين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ترك الصيام في السفر؛ ليقدم القدوة لأصحابه، الذين شق عليهم الصيام، فأفطر ليفطروا، وسمى المخالفين له في إفطاره: عصاة؛ لأن الغلو في مثل هذه الأمور يؤدي إلى المعصية. 

ومن هديه - صلى الله عليه وسلم - الاقتصاد في الموعظة، كما روى ذلك ابن مسعود رضي الله عنه: (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخولنا بالموعظة في الأيام؛ كراهة السآمة علينا)، وبوَّب عليه البخاري باباً بعنوان: (ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا) 17.

وقد أخذ ابن عباس - رضي الله عنهما - بهذا الأدب، فوجه عكرمة قائلاً: (حدث الناس كل جمعة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرات، ولا تُمِلَّ الناس هذا القرآن) 18.

وأخذ أكثر الصحابة بهذا الهدي النبوي الشريف، وعملوا به. فعن أبي وائل قال: (كان عبد الله بن مسعود يذكِّر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددتُ أنك ذكرتنا كلَّ يوم، قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخوّلكم بالموعظة كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتخوّلنا بها مخافة السآمة علينا) 19.

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: (دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد، فإذا حبلٌ ممدود بين الساريتين، فقال: ((ما هذا الحبل؟)) قالوا: هذا حبلٌ لزينب، فإذا فترت تعلقت به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا! حُلُّوه، ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فتر فليقعد))) 20.

وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (بينما النبي - صلى الله عليه وسلم – يخطب؛ إذا هو برجل قائم، فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل، نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد، ولا يستظل ولا يتكلم، ويصوم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((مروه فليتكلم، وليستظل، وليقعد، وليتم صومه)) ) 21.

ولم يكن - صلى الله عليه وسلم - يقبل من أصحابه أي نوع من الغلو والتطرف والغلظة في المعاملة، حيث وردت في سيرته مواقف عدة تبين هذا، ومنها الموقف مع ذلك الرجل الذي بال في المسجد فثار عليه الصحابة، وكادوا يوقعون به! فنهاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - عن زجره، وقال: ((دعوه! وأهريقوا على بوله ذَنوبًا من ماء – أو: سَجْلاً - فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)) 22.

ويقول ابن حجر العسقلاني معلقاً ًعلى هذه الأحاديث: (وفي هذه الأحاديث: أن الغلو ومجاوزة القصد في العبادة وغيرها مذموم، وأن المحمود من ذلك ما أمكنت المواظبة معه، وأمن صاحبه العُجْب، وغيرَه من المهلكات) 23.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يقول عن نفسه: ((إن الله لم يبعثني معنتاً، ولا متعنتاً، ولكن بعثني معلماً ميسراً)) 24.

وكان يراعي أحوال المأمومين في الصلاة، فمنهم العاجز الكبير الذي لا يقوى على الوقوف طويلاً، والأم التي تركت صغارًا وبالها مشغول، والصغير الذي يمل الإطالة في الوقوف أو الجلوس، ولذلك كان يقول: ((إني لأقوم في الصلاة أريد أن أُطَوِّلَ فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوّز في صلاتي؛ كراهية أن أشق على أمه)) 25.

وكان - صلى الله عليه وسلم - يغضب ممن يطيل بالناس في الصلاة، ويَعُدُّهم مُنَفِّرين، أو فتَّانين، وذلك ليتشربوا منه خلق التيسير، وقد روى ابن مسعود: (أن رجلاً قال: يا رسول الله، إني لأتأخر عن الصلاة في الفجر مما يطيل بنا فلان فيها! فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما رأيته غضب في موضع كان أشدَّ غضبا منه يومئذٍ، ثم قال: ((يا أيُّها الناس، إن منكم منفِّرين، فمن أمَّ الناس فليتجوَّز، فإن خلفه الضعيف والكبير وذا الحاجة)) ) 26.

لو تأملنا حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مختلف جوانبها لوجدناها تفيض بالوسطية والاعتدال، في كل أحوالها، ونستطيع أن نستخلص منها منهجًا معتدلاً في كل الجوانب الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والثقافية، وغيرها. 

وإنَّ الظروف الحاضرة لا تساعد على الشطط في الطلب، ولا تقبل التقلب والتردد، فإذا كان التوسط في الأمور عمل الأنبياء؛ فإننا بحاجة إلى التوسط في كل عمل نقوم به، سواء العمل للدنيا أو العمل للآخرة، اقتداءً بهم وسيراً على نهجهم. 

هذه وسطية الإسلام، فلا إيغال في الروح، ولا نسيان لحق الجسم! بل وسطية واعتدال؛ لا تحرم على النفس الطيبات، ولا تطلق يدها في الملذات، فما (ذهب إليه الإسلام من الجمع بين حق الروح وهو العبادة، وحق البدن وهو متطلباته؛ هو ما يوافق الفطرة السليمة) 27.

وتعد الوسطية في كل الأمور من أهم مزايا المنهج الإسلامي، والأمة الإسلامية هي الأمة الوسط، بمعنى استغلال جميع طاقاتها وجهودها في البناء والعمران، المادي، والتربوي، والعلمي، والثقافي، من غير إفراط ولا تفريط، فهي تحقق التوازن بين الفرد والجماعة، وبين الدين والدنيا، وبين العقل والقوة، وبين المثالية والواقعية، وبين الروحانية والمادية، وغيرها. 

يقول الشيخ محمد عبده: (لقد ظهر الإسلام لا روحياً مجرداً، ولا جسدياً جامداً، بل إنسانياً وسطاً بين ذلك، يأخذ من كلٍ بنصيب، فتوافرت له من ملاءمة الفطرة البشرية ما لم يتوافر لغيره.. ولذلك سمي: دين الفطرة) 28.

ويقول (هاملتون جب): (أؤمن بأن الإسلام لا تزال له رسالة يؤديها إلى الإنسانية جمعاء، إذ يقف وسطاً بين الشرق والغرب، وإنه أثبت - أكثر مما أثبت أي نظامٍ سواه - مقدرةً على التوفيق والتأليف بين الأجناس المختلفة، فإذا لم يكن بدٌّ من وسيطٍ يسوي ما بين الشرق والغرب من نزاعٍ وخصام؛ فهذا الوسيط هو الإسلام) 29.

ولكن أين الغرب اليوم مما قاله (هاملتون جب)؟ لقد اتخذ الغرب ووسائل إعلامه من بعض التفجيرات، التي ربما يكون أكثرها صناعة استخبارات عالمية، أو من بعض الأفكار المنحرفة، أو من الممارسات الخاطئة؛ نماذجَ براقةً يغرسونها - في كل مناسبة وغير مناسبة - في ذهن المشاهد الغربي؛ حتى يقترن الإسلام في ذهنه بالإرهاب، حتى غدا المسلم في الإعلام الغربي نموذجاً للذي لا تعرف البشاشة طريقاً إلى وجهه، والذي يعامل الناس بفظاظة، الناقمِ على الناس والمجتمع، أو الغارقِ في البحث عن شهوة النساء المباحة، أو المتفتح إلى أبعد الحدود على الغرب بما فيه من نساء وشراب وقمار، والهارب من ظلم مجتمعه.

أما المسلم المعتدل فلا وجود له في آلة الإعلام الغربية، لا ضيفاً في البرامج الحوارية، ولا معلقاً على ما يحدث، ولا كاتباً في صحفهم! وكم من داعية مسلم معتدل اشتكى من تجاهل الإعلام له، في حين كانت فضائياتهم وصحفهم وإذاعاتهم تعج بأخبار التطرف والإرهاب، ومن يدافع عنهم من المسلمين!!

وما أحوجنا اليوم إلى نشر ثقافة الوسطية والاعتدال، على مستوى العالم كله؛ حتى نبين للناس مزايا الدين الإسلامي؛ من أجل تصحيح النمط الخاطئ، الذي كاد أن يلصق بالإسلام من غير دراية. فالغربي الذي يريد أن يدخل في الإسلام تهمه الوسطية، وربما يكون يبحث عنها بعد أن ملَّ من النظام المادي البحت، أو هرب من الرهبانية التي يراها أمامه!

وعلى دعاة الإسلام النهوض بهذه الأعباء، ولا سيما في عصر الفضاء المفتوح، والشبكة العنكبوتية، وعليهم الوقوف أمام آلة الإعلام الغربية الجبارة، التي تكيد للإسلام وأهله؛ لتصحيح الصور الخاطئة عن الإسلام، التي أصبحت - بلا شك - مادة دسمة في إعلام اليوم، قد يساهم في صناعتها بعض المسلمين، إما عن حسن نية، أو عن فهم خاطئ للإسلام!

ـــــــــــــــــــــــ

1- سورة الفتح: الآية 2. 

2-  سورة الشورى: الآية 52. 

3- سورة البقرة: الآية 185. 

4-  سورة النساء: الآية 28. 

5-  سورة النحل: الآية 125.

6-  سورة فصلت: الآية 34. 

7- الزيد، زيد بن عبدالكريم: الوسطية في الإسلام، تعريف وتطبيق، الرياض، ط2، (1412هـ)، دار العاصمة، ص 38. 

8- انظر عمر الخطيب: لمحات في الثقافة الإسلامية، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط2، 1397ه، ص364.

9-  سورة الحديد: الآية 27.

10- الزيد: الوسطية في الإسلام، ص45، والآية 77 من سورة القصص.

11- انظر: ابن حميد، صالح بن عبد الله: الوسطية في الإسلام، المجلة العربية، رمضان 1415 هـ.

12- البخاري: الجامع الصحيح، كتاب الأدب، رقم 6126، ومسلم: الصحيح 15/ 83. 

13-  البخاري: الجامع الصحيح، كتاب النكاح 9/104 برقم 5063.

14-  مسلم: الصحيح، كتاب الزكاة برقم 1006.

15- انظر: القرضاوي، يوسف: الخصائص العامة للإسلام، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط3، (1405هـ)، ص144-145.

16-  مسلم: صحيح مسلم، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، حديث رقم (2610) و (2611).

17-  الجامع الصحيح 1/162 برقم 68. 

18-  البخاري: الجامع الصحيح 11/138 برقم 6337 باب ما يكره من السجع في الدعاء. 

19- البخاري: الجامع الصحيح 1/163 برقم 70، باب من جعل لأهل العلم أيامًا معلومة. 

20- البخاري: الجامع الصحيح، باب ما يكره من التشديد في العبادة 3/36 برقم 1150. 

21- البخاري: الجامع الصحيح، كتاب الأيمان والنذور، باب النذر فيما لا يملك وفي معصية، برقم (6704).

22-  البخاري: الجامع الصحيح كتاب الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم يسروا ولا تعسروا برقم (6128) و(فتح الباري 10/524). 

23 - فتح الباري 10/526.

24-  مسلم: كتاب الطلاق، باب 4، الحديث (29-1478) (2/1105). 

25-  البخاري: الصحيح 2/201 باب من أخف الصلاة عند بكاء الصبي برقم 707. في موسوعة الحديث الشريف.

26- المصدر نفسه، 2/200 برقم 704. 

27- الزيد: الوسطية في الإسلام، ص50. 

28- القراوي، مطلق: المنهج الإسلامي، الوعي الإسلامي، العدد 391، ربيع الأول، (1419هـ)، ص49. 

29-  العمار، حمد: أساليب الدعوة الإسلامية، دار إشبيلية، الرياض ط3، (1418هـ)، ص189.

 

شبكة الالوكة

رمز التأكد:
السؤال أدناه يهدف إلى التأكد أن من يقوم بكتابة التعليق زائر للموقع، وليس برنامجا يرسل الرسائل المزعجة إلى بريد إدارة الموقع.

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: