مجلس مسلمي أوكرانيا

واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...

إضافة تعليق

2009.12.30 / 1094

أطلق اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد" قبل نحو عامين مشروعا ضخما لتوزيع نحو 150 بيت بلاستيكي (20 × 8 متر) على أفقر أسر مسلمي تتار إقليم شبه جزيرة القرم، وذلك بالتعاون مع بيت الزكاة الكويتي، وعدة مؤسسات وجمعيات اجتماعية وخيرية إسلامية أخرى.

الأهمية والأهداف

وفي حديث سابق مع مركز الرائد الإعلامي قال د. إسماعيل القاضي رئيس الاتحاد إن أهمية المشروع تأتي كون الزراعة كانت ولا تزال مهنة تتار القرم الأولى والأكثر انتشارا بينهم (80%)، ولأن معظمهم ينتمي إلى طبقة اجتماعية فقيرة جدا، ويعجز عن القيام بأي مشروع اقتصادي بسبب غياب رأس المال، بالإضافة إلى استمرار معاناة استعادة الأراضي والممتلكات التي صودرت منهم إبان حكم النظام السوفييتي السابق، واقتصار عملهم على زراعة مساحات قليلة ووعرة في المناطق النائية التي سكنوها بعد عودتهم من المهجر.

وعن أهداف المشروع قال القاضي: "المشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق زيادة في الاكتفاء الذاتي لدى مسلمي الإقليم، وتحسين مستواهم المعيشي، من خلال بيعهم لمنتجات زراعتهم في الأسواق المحلية، وكذلك محاربة مظاهر الفقر والبطالة المنتشرة بين نحو 60% منهم".

وأضاف: "المشروع واعد جدا، لأنه يضمن إلى حد كبير سلامة المزروعات من تقلبات الطقس وطرحها المبكر في الأسواق، ومن المتوقع أن تكون منتجاته من الخضروات والفواكه منافسة في الأسواق التي تعتمد بشكل رئيسي على منتجات الاستيراد الخارجي غالية الثمن، ونأمل أن نستطيع مستقبلا تأمين بيوت مماثلة لمزيد من الأسر".

مراحل المشروع

وقال د. محمد طه مدير المشروع ورئيس فرع "الرائد" في القرم: "تضمنت مراحل المشروع إعداد عدة إحصائيات حول مناخ ونوعية أراضي القرم، وأعداد المحتاجين من التتار، وكذلك واقع سوق الخضار والفواكه في الإقليم. ثم نظمنا عدة دورات تخصصية للمزارعين التتار، لتعليمهم كيفية التعامل مع البيوت البلاستيكية وتحقيق أكبر استفادة منها، وزودناهم أخيرا بما يحتاجون إليه من مواد لبدء العمل فيها، كالبذور والأسمدة والمبيدات الحشرية وغيرها".

وأشار أيضا إلى أن الخطة تتضمن أيضا التواصل الدائم مع الأسر التي وزعت وستوزع عليها البيوت، لتعليمهم أمور دينهم، وتوثيق ارتباطهم به.

ظهور النتائج

هذا وقد بدأت نتائج المشروع ترى النور مع انتهاء توزيع البيوت على 150 أسرة تترية في مختلف مناطق الإقليم، الأمر الذي لاقى ترحيبا كبيرا من قبلهم.

جلنارا عباد اللايفا  (35 عاما وأم لثلاثة أطفال يتامى) قالت لمركز الرائد الإعلامي: "اضطررت للعمل في الأرض بعد وفاة زوجي، لكن الأمر كان في غاية الصعوبة بسبب قلة خبرتي والبرد القارص الذي قضى على المزروعات، والحمد لله تمكنت بعد حصولي على البيت البلاستيكي من الزراعة بسهولة، وبعت جزءا كبيرا من الخضراوات التي زرعتها في السوق وبسعر جيد".

وقال عباس غفاروف (55 عاما ومعيل لأسرته المكونة من سبعة أفراد): "الحمد لله والشكر لكل من ساهم في هذا المشروع، اضطررت للعمل في عدة ميادين أخرى لتأمين لقمة عيش لأبنائي، أما الآن فأنا أشعر بسعادة غامرة، ولدي أمل كبير في العودة إلى مهنتي الأصلية (الزراعة)، بعد أن توفرت عدة من مقومات نجاحها".

وعن المحاصيل التي سيزرعها قال غفاروف: "سأزرع الخيار والطماطم والفراولة والفجل، هذا ما كنت في السابق أزرعه".

يذكر أن نحو 400 ألف مسلم تتري يعيش في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، ينتمي معظمهم إلى طبقة اجتماعية متوسطة وفقيرة بسبب تبعات ما ألحقه القرن الماضي من ويلات عليهم، كقتل وتهجير مئات الألوف منهم في العام 1944 إلى دول شرق آسيا بدعوى خيانة الوطن والنظام السوفييتي ومساندة الجيش النازي أثناء الحرب العالمية الثانية، وكذلك مصادرة بيوتهم وأراضيهم وأملاكهم، وهدم معظم مؤسساتهم الخاصة، التعليمة منها والدينية.

ورغم أن النظام السوفييتي برأ التتار رسميا من تهمة الخيانة في العام 1967 إلا أنه لم يسمح لهم بالعودة على موطنهم الأصلي، إلا بعد انهياره واستقلال أوكرانيا في العام 1991، حيث بدأ مشوار عودة تتار القرم إلى موطنهم، لمواجهة معاناة إثبات الجنسية واسترجاع الأراضي والممتلكات التي صودرت منهم ووزعت على غيرهم، وكذلك حفظ اللغة وحصانة الهوية، الأمر الذي لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا.

مركز الرائد الإعلامي


رمز التأكد:
السؤال أدناه يهدف إلى التأكد أن من يقوم بكتابة التعليق زائر للموقع، وليس برنامجا يرسل الرسائل المزعجة إلى بريد إدارة الموقع.

   

أرقام وعناوين مقر المجلس في العاصمة كييف:
Dehtyarivska Str., 25-a, kyiv 04119
هاتف: 4909900-0038044
فاكس: 4909922-0038044
البريد الإلكتروني: info@muslims.in.ua

مواقع وصفحات صديقة: